في قصيدة طويلة.
ولما كانوا في أمر يهول منظره، ويوهي القوى مخالطته ومخبره، فكان التقدير: فتبدت طلائعهم، وتراءت راياتهم ولوامعهم، وأحمالهم ووضائعهم، نظم به قوله: ﴿قالت نملة﴾ أي من النمل الذي بذلك الوادي: ﴿يا أيها النمل﴾ ولما حكى عنهم سبحانه ما هو من شأن العقلاء، عبر بضمائرهم فقال: ﴿ادخلوا﴾ أي قبل وصول ما أرى من الجيش ما ﴿مساكنكم﴾ ثم عللت أمرها معينة لصاحبه إذ كانت أماراته لا تخفى فقالت جواباً للأمر أو مبدلاً منه: ﴿لا يحطمنكم﴾ أي يكسرنكم ويهشمنكم أي لا تبرزوا فيحطمنكم.
فهو نهي لهم عن البروز في صور نهيه وهو أبلغ من التصريح بنهيهم لأن من نهى كبيراً عن شيء كان لغيره أشد نهياً ﴿سليمان وجنوده﴾ أي فإنهم لكثرتهم إذا صاروا في الوادي استعلوا عليه فطبقوه فلم يدعوا منه موضع شبر خالياً ﴿وهم﴾ أي سليمان عليه السلام وجنوده ﴿لا يشعرون*﴾ أي بحطمهم لكم لاشتغالهم بما هم فيه من أحوال السير، وتعاطي مصالحة، مع صغر أجسامكم، وخفائكم على السائر في حال اضطرابكم ومقامكم، وقولها هذا يدل على


الصفحة التالية
Icon