﴿فاستغاثه﴾ أي طلب منه ﴿الذي من شيعته﴾ أن يغيثه ﴿على الذي من عدوه فوكزه﴾ أي فأجابه ﴿موسى﴾ فركز أي فطعن ودفع بيده العدو أو ضربه بجميع كفه، وكأنه كالكم، أو دفعه بأطراف أصابعه، وهو رجل أيد لم يعط أحد من أهل ذلك الزمان مثل ما أعطي من القوى الذاتية والمعنوية ﴿فقضى﴾ أي فأوقع القضاء الذي هو القضاء على الحقيقة، وهو الموت الذي لا ينجو منه بشر ﴿عليه﴾ فقتله وفرغ منه وكل شيء فرغت منه فقد قضيته وقضيت عليه وخفي هذا على الناس لما هم فيه من الغفلة، فلم يشعر به أحد منهم.
ولما كان كأنه قيل: إن هذا الأمر عظيم، فما ترتب عليه من قول من أوتي حكماً وعلماً؟ أجيب بالإخبار عنه بأنه ندم عليه في الحال بقوله: ﴿قال﴾ أي موسى عليه السلام: ﴿هذا﴾ أي الفعل الذي جرك إليه الإسرائيلي ﴿من عمل الشيطان﴾ أي لأني لم أومر به على الخصوص، ولم يكن من قصدي وإن كان المقتول كافراً؛ ثم أخبر عن حال الشيطان بما هو عالم به، مؤكداً له حملاً لنفسه على شدة الاحتراس


الصفحة التالية
Icon