ديني فكلي، وإن شئت فلا تأكلي! فلما أيست منه أكلت وشربت - وأصل القصة في الترمذي.
ولما كان التقدير: فالذين أشركوا وعملوا السيئات لندخلنهم في المفسدين، ولكنه طواه لدلالة السياق عليه، عطف عليه زيادة في الحث على الإحسان إلى الوالدين قوله: ﴿والذين آمنوا وعملوا﴾ في السراء والضراء ﴿الصالحات﴾.
ولما كان الصالح في الغالب سيىء الحال في الدنيا ناقص الحظ منها، فكان عدوه ينكر أن يحسن حاله أشد إنكار، أكد قوله: ﴿لندخلنهم﴾ أي بوعد لا خلف فيه ﴿في الصالحين*﴾ وناهيك به من مدخل، فإنه من أبلغ صفات المؤمنين.
ولما كانت ترجمة ما مضى من قسم الراجي والمجاهد والعامل للصالح: فمن الناس - كما أشير إليه - من يؤمن بالله، فإذا أوذى في الله صبر واحتسب انتظاراً للجزاء من العلي الأعلى، ولكنه حذف من كل جملة ما دل عليه بما ذكر في الأخرى، عطف عليه: ﴿ومن الناس﴾ أي المذبذبين ﴿من يقول﴾ أي بلسانه دون طمأنينة من قلبه: ﴿آمنا بالله﴾ أي الذي اختص بصفات الكمال، وأشار بعد الإيماء


الصفحة التالية
Icon