إلى كثرة هذا الصنف بالإسناد إلى ضمير الجمع - إلى أن الأذى في هذه الدار ضربة لازب لا بد منه، بقوله بأداة التحقيق: ﴿فإذا أوذي﴾ أي فتنة له واختباراً من أيِّ مؤذ كان ﴿في الله﴾ أي بسبب كونه في سبيل الله الذي لا يدانيه في عظمته وجميع صفاته شيء، ببلاء يسلط به عباده عليه ﴿جعل﴾ أي ذلك الذي ادعى الإيمان ﴿فتنة الناس﴾ أي له بما يصيبه من أذاهم في جسده الذي إذا مات انقطع أذاهم عنه ﴿كعذاب الله﴾ أي المحيط بكل شيء، فلا يرجى الانفكاك منه، فيصرف المعذب بعد الشماخة والكبر إلى الخضوع والذل، لأن لا كفؤ له ولا مجير عليه، فلا يطاق عذابه، لأنه على كل من الروح والجسد، لا يمكن مفارقته لهما ولا لواحد منهما بموت ولا بحياة إلا بإرادته حتى يكون عمل هذا المعذب عند عذاب الناس له الطاعة لهم في جميع ما يأمرون به ظاهراً وباطناً، فيتبين حينئذ أنه كان كاذباً في دعوى الإيمان، وقصر الرجاء على الملك الديان، وأشار إلى أن الفتنة ربما استمرت إلى الممات وطال زمنها بالتعبير بأداة الشك، وأكد لاستبعاد كل سامع أن يقع من أحد بهت في قوله: ﴿ولئن جاء نصر﴾ أي لحزب الله الثابتي الإيمان.
ولما كان الإحسان منه إنما هو محض امتنان، فلا يجب عليه لأحد