تلويحاً في قوله: ﴿وجعلنا﴾ أي بعزتنا وحكمتنا ﴿في ذريته﴾ من ولد إسحاق وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام ﴿النبوة﴾ فلم يكن بعده نبي أجنبي عنه، ومتى صحت هذه المناسبة لزم قطعاً أن يكون الذبيح إسماعيل عليه الصلاة والسلام فإنه أعرى ذكر هذه السورة منه، ويكون كأنه قيل: إنا بشرناه بما يسرّ به من إسحاق بعد أن أمرناه بما يضر من إسماعيل عليهما السلام فصبر في محنة الضراء، وشكر في محنة السراء ﴿والكتاب﴾ فلم ينزل كتاب إلا على أولاده، وأفرد ليدل - مع تناوله بالجنسية الكتب الأربعة - على أنه لا شيء يستحق أن يكتب إلا ما أنزل فيها، أو كان راجعاً إليه، ولو جمع لم يفد هذا المعنى ﴿وآتيناه أجره﴾ على هجرته ﴿في الدنيا﴾ بما خصصناه به مما لا يقدر عليه غيرنا من سعة الرزق، ورغد العيش، وكثرة الخدم، والولد في الشيخوخة، وكثرة النسل، والثناء الحسن، والمحبة من جميع الخلق، وغير ذلك.
ولما كان الكافر يعتقد - لإنكاره البعث - أنه نكد حياته بالهجرة نكداً لا تدارك له، اقتضى الحال التأكيد في قوله: ﴿وإنه في الآخرة﴾ أي التي هي الدار وموضع الاستقرار ﴿لمن الصالحين*﴾ الذين خصصناهم بالسعادة وجعلنا لهم الحسنى وزيادة.
ولما كان - كما مضى - السياق للابتلاء، خص بالبسط في القص


الصفحة التالية
Icon