موته إذ علم به لبعد عنه ولم يقرب منه، وقد روى البخاري حديث المفاتيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ ﴿إن الله عنده علم الساعة﴾ الآية»، وله عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث سؤال جبرئيل عليه السلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أشراط الساعة فأخبره ببعضها وقال: «خمس لا يعلمهن إلا الله ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيب﴾ » - إلى آخر السورة، فقد دل الحديث قطعاً على أن الآية فيما ينفرد سبحانه وتعالى بعلمه، وقد رتبها سبحانه هذا الترتيب لما تقدم من الحكمة وعلم سر إتيانه بها تارة في جملة اسمية وتارة في فعلية، وتارة ليس فيها ذكر للعلم، وأخرى يذكر فيها، ويسند إليه سبحانه، ولكن لا على وجه الحصر، وتارة بنفي العلم من غيره فقط من غير إسناد للفعل إليه، وعلم سر قوله «بأيّ أرض» دون أيّ وقت، كما في بعض طرق الحديث.
ولما كان قد أثبت سبحانه لنفسه اختصاص العلم عن الخلق بهذه الأشياء، أثبت بعدها ما هو أعلم لتدخل فيه ضمناً فيصير مخبراً


الصفحة التالية
Icon