أي العالو الرتبة ﴿لهم جزاء الضعف﴾ أي بأن يأخذوا جزاءهم مضاعفاً في نفسه من عشرة أمثال إلى ما لا نهاية له، ومضاعفاً بالنسبة إلى جزاء من تقدمهم من الأمم، والضعف: الزيادة ﴿بما عملوا﴾ فإن أعمالهم ثابتة محفوظة بأساس الإيمان ﴿وهم في الغرفات﴾ أي العلالي المبنية فوق البيوت في الجنان، زيادة على ذلك ﴿آمنون *﴾ أي ثابت أمنهم دائماً، لا خوف عليهم من شيء من الأشياء أصلاً، وأما غيرهم وهم المرادون بما بعده فأموالهم وأولادهم وبال عليهم.
ولما كان في سياق الترغيب في الإيمان بعد الإخبار بأنه بشير ونذير قال معبراً بالمضارع بياناً لحال من يبعده ماله وولده من الله: ﴿والذين يسعون﴾ أي يجددون السعي من غير توبة بأموالهم وأولادهم ﴿في آياتنا﴾ على ما لها من عظمة الانتساب إلينا ﴿معاجزين﴾ أي طالبين تعجيزها أي تعجيز الآتين بها عن إنفاذ مراداتهم بها بما يلقونه من الشبه فيضلون غيرهم بما أوسعنا عليهم وأعززناهم به من الأموال والأولاد.
ولما كان سبحانه قد بت الحكم بشقاوتهم، وأنفذ القضاء بخسارتهم، أسقط فاء السبب إعراضاً عن أعمالهم وقال: ﴿أولئك﴾ أي البعداء


الصفحة التالية
Icon