تشديد على ما فوق الوسط - بما أشارت إليه الحركات والتشديد، ولكنه مع خفاء، وكأنه بالمكر بما أشار إليه كون الحركتين بالكسر، وعظم سبحانه الأمر بقوله: ﴿كثيراً﴾ ثم زاد في التوبيخ والإنكار بما أنتجه المقام وسببه إضلاله لهم مع ما أوتوا من العقول من قوله: ﴿أفلم﴾ ولما كان سبحانه قد آتاهم عقولاً وأيّ عقول، عبر بالكون فقال: ﴿تكونوا تعقلون *﴾ أي لتدلكم على ما فيه النجاة عقولكم بما نصبت من الأدلة، ومع ما نبهت عليه الرسل، وحذرت منه من إهلاك الماضين، بسبب اتباع الشياطين، وغير ذلك من كل أمر واضح مبين.
ولما أنكر عليهم أن يفعلوا فعل من لا عقل له، قال متمماً للخزي: ﴿هذه﴾ إشارة لحاضر أما حال الوقوف على شفيرها أو الدّع فيها ﴿جهنم﴾ أي التي تستقبلكم بالعبوسة والتجهم كما كنتم تفعلون بعبادي الصالحين: ﴿التي كنتم﴾ أي كوناً هيأتكم به لقبول ما يمكن كونه بما غرزته فيكم من العقول. ولما كان المحذور الإيعاد بها، لا كونه من معين، قال بانياً للمفعول: ﴿توعدون *﴾ أي إن لم ترجعوا عن غيّكم ﴿اصلوها﴾ أي قاسوا حرها وتوقدها واضطرامها،


الصفحة التالية
Icon