العجل حيث قال «له خوار» فبين بذلك أنه لا روح له، وإن صح أن هذا الجسد هو صخر الجني وأن سببه سجود الجرادة امرأة سليمان عليه السلام لصورة أبيها بغير علم نبي الله سليمان عليه السلام ولا إرادته، فالإشارة بذلك في التسلية أنا سلبنا الملك من صفينا لصورة رفع سجود بعض من ينسب إليه لها في بيته أمره ولا إرادته ولا علمه، فكيف بمن يسجد لهذه الأوثان في البيت الحرام فعما قليل نزيل أمرهم ونخمد شرهم ونمحو ذكرهم.
ولما كانت الإنابة رجوعاً إلى ما كان، فهي استرجاع لما فات قال: ﴿ثم أناب *﴾ وفسر الإنابة ليعلم أنه تعالى فتنه مع أنه عبد عظيم المنزلة مجاب الدعوة بقوله جوباً لمن سأل عنها: ﴿قال ربّ﴾ أي أيها المحسن إلي ﴿اغفر لي﴾ أي الأمر الذي كانت الإنابة بسببه. ولما قدم أمر الآخرة، أتبعه قوله: ﴿وهب لي﴾ أي بخصوصي ﴿ملكاً لا ينبغي﴾ أي لا يوجد طلبه وجوداً تحصل معه المطاوعة والتسهل ﴿لأحد﴾ في زمان ما طال أو قصر سواء كان كاملاً في الصورة والمعنى أو جسداً خالياً عن العز كما حصلت به الفتنة من قبل، وبعّض الزمان بذكر الجار فقال: ﴿من بعدي﴾ حتى أتمكن من كل ما أريد من التقرب


الصفحة التالية
Icon