حال من تقدم، وذكر ما عنه يكون وهو الكتاب، فقال تعالى ﴿تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم﴾ ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين﴾ ﴿ألا لله الدين الخالص﴾ وجاء قوله تعالى ﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء﴾ - الآية في معرض أن لو قيل: عليك بالإخلاص ودع من أشرك ولم يخلص، فسترى حاله، وهل ينفعهم اعتذارهم بقولهم ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ وهؤلاء هم الذين بنيت سورة ص على ذكرهم، ثم وبخهم الله تعالى وقرعهم فقال ﴿لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى﴾ - الآية، فنزه نفسه عن عظيم مرتكبهم بقوله سبحانه ﴿هو الله الواحد القهار﴾ ثم ذكر بما فيه أعظم شاهد من خلق السماوات والأرض وتكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل وذكر آيتي النهار والليل ثم خلق الكل من البشر من نفس واحدة، وهي نفس آدم عليه السلام، ولما حرك تعالى إلى الاعتبار بعظيم هذه الآيات وكانت أوضح شيء وأدل شاهد، عقب ذلك بما يشير إلى معنى التعجب من توقفهم بعد وضوح الدلائل، ثم بين تعالى أنه غني من الكل بقوله ﴿إن تكفروا فإن الله غني عنكم﴾ ثم قال


الصفحة التالية
Icon