الغضب والبطالات، عبر بما يدل على القحط والشؤم والضيق تنبيهاً على ذلك، فقال شارحاً للاستواء ومعبراً عنه: ﴿وبلغ أربعين سنة﴾ فاجتمع أشده وتم حزمه وجده، وزالت عنه شرة الشباب وطيش الصبا ورعونة الجهل، ولذلك كان هذا السن وقت بعثة الأنبياء، وهو يشعر بأن أوقات الصبى أخف في المؤاخذة مما بعدها وكذا ما بين أول الأشد والأربعين ﴿قال﴾ إن كان محسناً قابلاً لوصية ربه: ﴿رب﴾ أي أيها المحسن إليّ بالإيجاد وتيسير الأبوين وغيرهما وتسخيره ﴿أوزعني﴾ أي اجعلني أطيق ﴿أن أشكر نعمتك﴾ أي وازعاً للشكر أي كافاً مرتبطاً حتى لا يغلبني في وقت من الأوقات، وذلك الشكر بالتوحيد في العبادة كما أنه يوحد بنعمة الإيجاد والترزيق، ووحدها تعظيماً للأمر بالإشارة إلى أن النعمة الواحدة لا يبلغ شكرها إلا بمعونة الله مع أن ذكر الأبوين يعرف أن المراد بها الجنس.
ولما كان ربما ظن ظان أن المراد بنعمته قدرته على الإنعام ليكون المعنى: أن أشكر لك لكونك قادراً على الإنعام، قال: ﴿التي أنعمت عليّ﴾


الصفحة التالية
Icon