القياس الناطق بالمراد وما مضى في هذه السورة من الزواجر ﴿ويوم﴾ أي واذكر يوم ﴿يعرض﴾ بأيسر أمر من أوامرنا ﴿الذين كفروا﴾ أي ستروا بغفلتهم وتماديهم عليه هذه الأدلة الظاهرة ﴿على النار﴾ عرض الجند على الملك فيسمعوا من تغيظها وزفيرها ويروا من لهيبها واضطرامها وسعيرها ما لو قدر أن أحداً يموت من ذلك لماتوا من معاينته وهائل رؤيته.
ولما كان كأنه قيل: ماذا يصنع بهم في حال عرضهم؟ قيل: يقال على سبيل التبكيت والتقريع والتوبيخ: ﴿أليس هذا﴾ أي الأمر العظيم الذي كنتم به توعدون ولرسلنا في أخبارهم تكذبون ﴿بالحق﴾ أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع، فلا قدرة لكم على صليه أمر هو خيال وسحر، فلا تبالون بوروده.
ولما اشتد تشوف السامع العالم بما كانوا يبدون من الشماخة والعتو إلى جوابهم، قال في جوابه مستأنفاً: ﴿قالوا﴾ أي مصدقين


الصفحة التالية
Icon