الإيمان به إجمالاً الإيمان بكل نجم منه ﴿على محمد﴾ النبي الأمي العربي القرشي المكي ثم المدني الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما كان هذا معلماً بأن كل إيمان لم يقترن بالإيمان به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعتد به، اعترض بين المبتدأ وجوابه بما يفهم علته حثاً عليه وتأكيداً له فقال تعالى: ﴿وهو﴾ أي هذا الذي نزل عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختص بأنه ﴿الحق﴾ أي الكامل في الحقية لأن ينسخ ولا ينسخ كائناً ﴿من ربهم﴾ المحسن إليهم بإرساله، أما إحسانه إلى أمته فواضح، وأما سائر الأمم فبكونه هو الشافع فيهم الشفاعة العظمى يوم القيامة، وأمته هي الشاهدة لهم.
ولما ثبت بهذا أنهم أحق الناس بالحق، بين ما أثمر لهم ذلك دالاً على أنه لا يقدر أحد أن يقدر الله حق قدره، فلا يسع الخلق إلا العفو لأنهم وإن اجتهدوا في الإصلاح بدا لهم لنقصانهم من سيئات أو هفوات فقال تعالى: ﴿كفر﴾ أي غطى تغطية عظيمة ﴿عنهم﴾ في الدارين بتوبتهم وإيمانهم لأن التوبة تجب ما كان قبلها كالإيمان ﴿سيئاتهم﴾ أي الأعمال السيئة التي لحقتهم قبل ذلك بما يظهر لهم من