﴿لأريناكهم﴾ أي رؤية تامة كاشفة لك الغطاء عنهم ﴿فلعرفتهم﴾ أي فتعقبت رؤيتك إياهم معرفتك لهم أنت بخصوصك ﴿بسيماهم﴾ أي بسبب علاماتهم التي نجعلها عالية عليهم غالبة لهم في إظهار ضمائرهم عليها لا يقدرون على مدافعتها بوجه، ولم يذكرهم سبحانه بأسمائهم إبقاء على قراباتهم المخلصين من الفتن.
ولما انقضى ما علق بالمشيئة مما كان ممكناً له في الماضي وغيره، عطف عليه ما يجزه له مما كشف من أمرهم في المستقبل فقال مؤكداً لاستبعاد من يستبعد ذلك منهم أو ممن شاركهم في مرض القلب من غيرهم فقال في جواب قسم محذوف دل عليه باللام: ﴿ولتعرفنهم﴾ أي بعد هذا الوقت معرفة تتجدد بحسب تجدد أقوالهم مستمرة باستمرار ضمائرهم الخبيثة وإسرارهم ﴿في لحن القول﴾ أي الصادر منهم، ولحنه فحواه أي معناه ومذهبه وما يدل عليه ويلوح به من مثله عن حقائقه إلى عواقبه وما «يؤول إليه» أمره مما يخفى على غيرك،


الصفحة التالية
Icon