صفات الكمال وتعميماً لوجوه المقاصد لئلا يظن، وقيل «معه» إن المراد النهي عن الجعل من جهة الفرار لا من جهة غيرها ﴿إلهاً﴾.
ولما كان المراد كمال البيان، منع مجاز التجريد منع تعنت من يطعن بتكثير الأسماء كما أشار إليه بقوله ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن﴾ الآية بقوله: ﴿آخر﴾ ثم علل النهي مع التأكيد لطعنهم في نذارته فقال: ﴿إني لكم منه﴾ أي لا من غيره فإن غيره لا يقدر على شيء ﴿نذير﴾ أي محذر من الهلاك الأبدي بالعقوبة التي لا خلاص منها إن فعلتم ذلك ﴿مبين *﴾ أي لا أقول شيئاً من واضح النقل إلا ودليله ظاهر من صريح العقل. ولما ذكر قولهم المختلف الذي منه تكذيب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونسبته إلى السحر والجنون وغير ذلك من الفنون، ومنه الإشراك مع اعترافهم بأنه لا خالق إلا الله ولا كاشف ضر غيره إلى غير ذلك من أنواع الاضطراب، وأخبر بهلاكتهم على ذلك وحذرهم منه ودل عليه إلى أن ختم بإنذار من اتخذ إلهاً غيره قال مسلياً: ﴿كذلك﴾ أي مثل قول قومك المختلف العظيم الشناعة، البعيد من الصواب، بما له من الاضطراب، وقع لمن قبلهم، ودل على هذا المقدر بقوله مستأنفاً: ﴿ما أتى الذين﴾ ولما كان الرسل إنما كان إرسالهم في بعض الأزمان الماضية ولم يستغرقوا


الصفحة التالية
Icon