عاصم وروح عن يعقوب رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله ﴿نتلوها عليك بالحق﴾.
ولما كان لا يبقى على الكفر نوع بقاء فضلاً عن الإصرار بعد هذا البيان إلا من يستحق النكال لمجاهرته بالعناد، قال على وجه الاستنتاج مهدداً: ﴿ويل﴾ أي مكان معروف في جهنم ﴿لكل أفاك﴾ أي مبالغ في صرف الحق عن وجهه ﴿أثيم *﴾ أي مبالغ في اكتساب الإثم وهو الذنب، وعمل ما لا يحل مما يوجب العقاب، وفسر هذا بقوله: ﴿يسمع آيات الله﴾ أي دلالات الملك الأعظم الظاهرة حال كونها ﴿تتلى﴾ أي يواصل استماعه لها بلسان القال أو الحال من أيّ تال كان، عالية ﴿عليه﴾ بجميع ما فيها من سهولة فهمها وعذوبة ألفاظها وظهور معانيها وجلالة مقاصدها مع الإعجاز فكيف إذا كان التالي أشرف الخلق.
ولما كانت تلاوتها موجبة لإقلاعه فكان إصراره مع بعد رتبته في الشناعة مستبعداً كونه قال: ﴿ثم يصر﴾ أي يدوم دوماً عظيماً على قبيح ما هو فيه حال كونه ﴿مستكبراً﴾ أي طالباً الكبر عن الإذعان