قال: من الإصرار عليه وهو العزم على أن لا يقلع عنه، وقال الأصفهاني تبعاً لصاحب الكشاف: وأصله من أصر الحمار على العانة، وهو أن ينحني عليها صاراً أذنيه.
ولما أخبر عن ثباته على الخبث، سببب عنه تهديده في أسلوب دال - بما فيه من التهكم - على شدة الغضب وعلى أنه إن كان له بشارة فهي العذاب فلا بشارة له أصلاً فقال تعالى: ﴿فبشره﴾ أي على هذا الفعل الخبيث ﴿بعذاب﴾ لا يدع له عذوبة أصلاً ﴿أليم *﴾ أي بليغ الإيلام.
ولما بين تعالى كفره بما يسمع من الآيات، أتبعه ما هو أعم منه فقال: ﴿وإذا علم﴾ أي أيّ نوع كان من أسباب العلم ﴿من آياتنا﴾ أي على ما لها من العظمة بإضافتها إلينا ﴿شيئاً﴾ وراءه وكان كلما رأوا الإنسان في غاية التمكن منه، قال مبيناً للعذاب: ﴿جهنم﴾ أي تأخذهم لا محالة وهم في غاية الغفلة عنها بترك الاحتراز منها، ويحسن التعبير بالوراء أن الكلام في الأفاك، وهو انصراف