من أوليائه، فخص سبحانه رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأموال بني النضير يضعها حيث يشاء لأنها فيء فقال: ﴿وما أفاء الله﴾ أي رد الملك الذي له الأمر كله رداً سهلاً بعد أن كان فيما يظهر في غاية العسر والصعوبة ﴿على رسوله﴾ فصيره في يده بعد أن كان خروجه عنها بوضع أيدي الكفار عليه ظلماً وعدواناً كما دل عليه التعبير بالفيء الذي هو عود الظل إلى الناحية التي كان ابتدأ منها ﴿منهم﴾ أي رداً مبتدئاً من الفاسقين، فبين أن هذا فيء لا غنيمة، ويدخل في الفيء أموال من مات منهم عن غير وارث وكذا الجزية، وأما الغنيمة فهي ما كان بقتال وإيجاف خيل وركاب.
ولما كان الحرب إنما هو كر وفر في إسراع وخفة ورشاقة بمخاتلة الفرسان ومراوغة الشجعان ومغاورة أهل الضرب والطعان، قال معللاً لكونه فيئاً: ﴿فما أوجفتم﴾ أي أسرعتم، وقال ابن إسحاق: حركتم واتبعتم في السير - انتهى، وذلك الإيجاف للغلبة ﴿عليه﴾ وأعرق في النفي بالجار فقال: ﴿من خيل﴾ وأكد بإعادة النافي لظن من ظن أنه غنيمة لإحاطتهم بهم فقال: ﴿ولا ركاب﴾ أي إبل، غلب ذلك عليها نم بين المركوبات، ولا قطعتم من أجله مسافة، فلم تحصل لكم كبير مشقة في حوز أموالهم لأن قريتهم كانت في حكم المدينة الشريفة ليس بينها


الصفحة التالية
Icon