الجاهلية من اختصاص الأغنياء به، بين علته المظهرة لعظمته سبحانه وحسن تدبيره ورحمته فقال معلقاً بما علق به الجار: ﴿كي لا يكون﴾ أي الفيء الذي سيره الله سبحانه بقوته وما خص به نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قذف الرعب في قلوب أعدائه ومن حقه أن يعطاه الفقراء ﴿دولة﴾ أي شيئاً يتناوله أهل الغنى والشرف على وجه القهر والغلبة إثرة جاهلية - هذا على قراءة الجماعة، وقرأ أبو جعفر وهشام عن ابن عامر بالتأنيث من ﴿كان﴾ التامة و ﴿دولة﴾ بالرفع على أنها فاعل ﴿بين الأغنياء منكم﴾ يتداولونه بينهم فإنهم كانوا يقولون: من عزيز، ومنه قال الحسن: اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دولاً - يريد من غلب منهم أخذه واستأثر به، وقيل: الضم اسم للمتداول كالغرفة اسم لما يغترف، والفتح التداول.
ولما كان التقدير: فافعلوا ما أمرتكم من قسمته لمن أمرت به، عطف عليه قوله: ﴿وما﴾ أي وكل شيء ﴿آتاكم﴾ أي أحضر إليكم وأمكنكم منه ﴿الرسول﴾ أي الكامل في الرسلية من هذا وغيره ﴿فخذوه﴾ أي فتقبلوه تقبل من حازه ﴿وما نهاكم عنه﴾ من جميع الأشياء ﴿فانتهوا﴾ لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يقول ولا يفعل إلا ما أمره به الله ربه، فمن قبل ذلك هانت عليه الأمور كما ورد (القرآن صعب مستصعب على من تركه ميسر على من طلبه وتبعه) روي أن الآية