أنهم ظلمة على وجه، بين السبب في عذابهم زجراً عنه فقال: ﴿كلما﴾ ولما كان المنكىء مجرد الإلقاء بني للمفعول دلالة على ذلك وعلى حقارتهم بسهولة إلقائهم قوله: ﴿ألقي فيها﴾ أي جهنم بدفع الزبانية بهم الذين هم أغيظ عليهم من النار ﴿فوج﴾ أي جماعة هم في غاية الإسراع موجفين مضطربي الأجواف من شدة السوق ﴿سألهم﴾ أي ذلك الفوج ﴿خزنتها﴾ أي النار سؤال توبيخ وتقريع وإرجاف.
ولما كان كأنه قيل: ما كان سؤالهم؟ قال: قالوا موبخين لهم مبكتين محتجين عليهم في استحقاقهم العذاب زيادة في عذابهم بتعذيب أرواحهم بعد تعذيب أشباحهم: ﴿ألم يأتكم﴾ أي في الدنيا ﴿نذير *﴾ أي يخوفكم هذا العقار ويذكركم بما حل بكم وبما حل ممن قبلكم من المثلاث، لتكذيبهم بالآيات، ويقرأ عليكم الكتب المنزلات ﴿قالوا بلى﴾ ولما طابق هذا الجواب فتوقع السامع إيضاحه. افصحوا بما أفهمه وشرحوه تأسفاً على أنفسهم مما حل بهم وتحسراً فقالوا: ﴿قد جاءنا﴾ وأظهروا موضع الإضمار تأكيداً وتنصيصاً فقالوا: ﴿نذير *﴾ أي مخوف بليغ التحذير ﴿فكذبنا﴾ أي فتسبب عن مجيئه أننا أوقعنا التكذيب بكل


الصفحة التالية
Icon