صلوا صفوا أنفسهم صفوفاً ويقدمهم رجل يقومون بقيامة ويسجدون بسجوده ويقعدون بقعوده ويفعلون كفعله، لا تخالف بينهم، فلما سمع الملك ذلك راعه وقال: ما لي ولهؤلاء، ما لي ولعمر، ونقل أبو حيان عن مكحول أنه بلغ من تابع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن سبعين ألفاً وفرغوا عند انشقاق الفجر.
ولما كان الداعي لولي نعمته يمكن أن يكون أشرك غيره في دعائه ولو بأدنى وجوه الإشراك، ويكون الحصر باعتبار الأغلب فاستحق الإنكار عليه والازدحام، نفى ذلك بقوله تأكيداً لمعنى الحصر وتحقيقاً له: ﴿ولا أشرك به﴾ أي الآن ولا في مستقبل الزمان بوجه من الوجوه ﴿أحداً *﴾ من ود وسواع ويغوث وغيرها من الصامت والناطق.
ولما كان السامع ربما قال: ما له هو لا يهلكهم أو يدعو ربه في دفع المتبلدين عليه عنه بالإهلاك أو التوبة والمتابعة، أمره بما يبين عظمة ربه وأنه لا يفعل إلا ما يريد بقوله مبيناً أنه يستحيل عليه الصلاة والسلام ما يستحيل على جميع الممكنات من أن يؤثر في شيء بنفسه أو يخالف ربه: ﴿قل﴾ أي لهؤلاء الذين خالفوك، وأكد


الصفحة التالية
Icon