لثباتها كما أن المراسي سبب لثبات السفينة. ولما كانت الإعادة واضحة من تناول الحيوان المأكل والمشرب وغيرهما من المتاع فإنه كلما نقص منه شيء تناول ما قدر له ليعود ذلك أو بعضه، قال منبهاً على أنه كل يوم في إعادة بانياً حالاً مما تقدم تقديره: حال كونها ﴿متاعاً﴾ مقدراً ﴿لكم﴾ تتمتعون بما فيها من المنافع ﴿ولأنعامكم *﴾ أي مواشكيم بالرعي وغيره.
ولما ذكر ما دل على البعث، أتبعه ما يكون عن البعث مسبباً عنه دلالة على أن الوجود ما خلق إلا لأجل البعث لأنه محط الحكمة: ﴿فإذا جاءت﴾ أي بعد الموت ﴿الطامة الكبرى *﴾ أي الداهية الدهياء التي تطم - أي تعلو - على سائر الدواهي وتغطيها فتكون أكبر داهية توجد، وهي البعث بالنفخة الثانية - كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما، والعامل في «إذا» محذوف تقديره: فصل الناس إلى شقي وسعيد.
ولما كان الشيء لا يعرف قدره إذا كان غائباً إلا بما يكون فيه، قال مبدلاً منه: ﴿يوم يتذكر﴾ أي تذكراً عظيماً ظاهراً - بما أشار إليه الإظهار ﴿الإنسان﴾ أي الخلق الآنس بنفسه الغافل عما