الحياة الطيبة ودخول الجنة.
ولما ذكر المزكي وثمرته، أتبعه المدسي وشقوته فقال: ﴿وأما من بخل﴾ أي أوجد هذه الحقيقة الخبيثة فمنع ما أمر به وندب إليه ﴿واستغنى﴾ أي طلب الغنى عن الناس وعما وعد به من الثواب وأوجده بما زعمت له نفسه الخائبة وظنونه الكاذبة. فلم يحسن إلى الناس ولا عمل للعقبى: ﴿وكذب﴾ أي أوقع التكذيب أن يستحق التصديق ﴿بالحسنى *﴾ أي فأنكرها، ولما كان جامداً مع المحسوسات كالبهائم قال: ﴿فسنيسره﴾ أي نهيئه بما لنا من العظمة وعد لا خلف فيه ﴿للعسرى *﴾ أي للخصلة التي هي أعسر الأشياء وأنكدها، وهي العمل بما يغضبه سبحانه الموجب لدخول النار وما أدى إليه، وأشار بنون العظمة في كل من نجد الخير ونجد الشر إلى أن ارتكاب الإنسان لكل منهما في غاية البعد، أما نجد الخير فلما حفه من المكاره، وأما نجد الشر فلما في العقل والفطرة الأولى من الزواجر عنه، وذلك كله أمر قد فرغ منه في الأزل بتعيين أهل السعادة وأهل الشقاوة «وكل كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ميسر لما خلق له».
ولما كان أهل الدنيا إذا وقعوا في ورطة تخلصوا منها بأموالهم


الصفحة التالية
Icon