في الذروة لا يكون كذلك، فإن الفاسق يدخلها ثم يخرج منها، ولا ينافي الحصر السابق.
ولما ذكر ما يتعلق بالقوة العلمية، أتبعه ما ينظر إلى القوة العملية فقال: ﴿الذي يؤتي ماله﴾ أي يصرفه في مصارف الخير، ولذلك بينه بقوله تعالى: ﴿يتزكّى *﴾ أي يتطهر من الأوضار والأدناس بتطهيره لنفسه وتنميتها بذلك الإيتاء بالبعد عن مساوىء الأخلاق ولزوم محاسنها لأنه ما كذب وما تولى، والآية من الاحتباك: ذكر التكذيب أولاً دليلاً على حذف ضده ثانياً، وإيتاء المال ثانياً دليلاً على حذف ضده أولاً.
ولما كان الإنسان قد يعطي ليزكي نفسه بدفع مانّه ومكافأة نعمه قال: ﴿وما﴾ أي والحال أنه ما ﴿لأحد عنده﴾ وأعرق في النفي فقال: ﴿من نعمة تجزى *﴾ أي هي مما يحق جزاؤه لأجلها. ولما نفى أن يكون بذلك قصد مكافأة، قال مبيناً قصده باستثناء منقطع: ﴿إلا﴾ أي لكن قصد بذلك ﴿ابتغاء﴾ أي طلب وقصد، ولفت القول إلى صفة الإحسان إشارة إلى وصفه بالشكر فقال: ﴿وجه ربه﴾