ولما كان الحاج هو الشعث التفل أشار إلى حرمة التعرض لشعره بقوله: ﴿ولا تحلقوا رؤوسكم﴾ أي شعرها إذا كنتم محرمين بحج أو عمرة، من الحلق.
قال الحرالي: وهو إزالة ما يتأتى للزوال بالقطع من الآلة الماضية في عمله، والرأس مجتمع الخلقة ومجتمع كل شيء رأسه - انتهى. ﴿حتى يبلغ﴾ من البلاغ وهو الانتهاء إلى الغاية ﴿الهدي﴾ أي إن كان معكم هدي ﴿محله﴾ أي الموضع الذي يحل ذبحه فيه، إن كنتم محصرين فحيث أحصرتم وإلا فعند المروة أو في منى ونحوهما. قال الحرالي: والهدي ما تقرب به الأدنى للأعلى وهو اسم ما يتخذ فداء من الأنعام بتقديمه إلى الله سبحانه وتعالى وتوجيهه إلى البيت العتيق، وفي تعقيب الحلق بالهدي إشعار باشتراكهما في معنى واحد وهو الفداء، والهدي في الأصل فداء لذبح الناسك نفسه لله سنة إبراهيم في ولده عليهما الصلاة والسلام، وإزالة الشعر فداء من جزاء لرأس لله، ولذلك لما سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الصفحة التالية
Icon