بالعلم وتكرير الاسم الأعظم ولئلا يفهم الإضمار تقييد شديد عقابه بخشية مما مضى فقال: ﴿واعلموا﴾ تنبيهاً على أن الباعث على المخافة إنما هو العلم، ﴿أن الله﴾ أي الذي لا يداني عظمته شيء ﴿شديد العقاب﴾ وهو الإيلام الذي يتعقب به جرم سابق؛ هذا مع مناسبة هذا الختام لما بعده من النهي عن الرفث وما في حيزه، ومن تدبر الابتداء عرف الختم ومن تأمل الختم لاح له الابتداء. قال الأستاذ أبو الحسن الحرالي في كتاب المفتاح في الباب الخامس في تنزلات القرآن بحسب الأسماء: اعلم أن خطاب الله يرد بيانه بحسب أسمائه ويجمعها جوامع أظهرها ما ترى آياته وهو اسمه الملك وما يتفصل إليه من الأسماء القيمة لأمر الحكم والقضاء والجزاء نحو العزيز الحكيم الذي يختم به آيات الأحكام ﴿نكالاً من الله والله عزيز حكيم﴾ [المائدة: ٣٨] ثم ما تسمع آياته من اسمه الرحمن الرحيم وما يتفصل من الأسماء من


الصفحة التالية
Icon