بإعادة الاسم الأعظم ﴿إن الله﴾ أي الذي له جميع الأمر فلا اعتراض عليه وهو أعلم بالمصالح ﴿اصطفاه﴾ قال الحرالي: والاصطفاء أخذ الصفوة - انتهى. ولما كان ذلك مضمناً معنى ملكه قال في تعديته ﴿عليكم﴾ ثم أتبع ذلك ما أودعه سبحانه مما اقتضى ذلك فقال: ﴿وزاده﴾ أي عليكم ﴿بسطة في العلم﴾ الذي به تحصل المكنة في التدبير والنفاذ في كل أمر، وهو يدل على اشتراط العلم في الملك، وفي تقديمه أن الفضائل النفسانية أشرف من الجسمانية وغيرها، وأن الملك ليس بالإرث ﴿والجسم﴾ الذي به يتمكن من الظفر بمن بارزه من الشجعان وقصده من سائر الأقران.
ولما كان من إليه شيء كان له الخيار في إسناده إلى غيره قال: والله} أي اصطفاه والحال أن الملك الذي لا أمر لغيره ﴿يؤتي ملكه﴾ أي الذي هو له وليس لغيره فيه شيء ﴿من يشاء﴾