الإنعام عليكم بالإسلام والإنعام عليه بأخذ الميثاق على الناس - الأنبياء وغيرهم - بأن يؤمنوا به إذا آتاهم، فيكون بذلك الفعل مكفراً لغيره وكافراً بنعمة ربه، وهذا معنى قوله: ﴿لما﴾ أي فقال لهم الله: لما ﴿آتيتكم﴾ وقراءة نافع: آتيناكم، أوفق لسياق الجلالة - قاله الجعبري ﴿من كتاب وحكمة﴾ أي أمرتكم بها بشرع من الشرائع، فأمرتم بذلك من أرسلتم إليه ﴿ثم جآءكم رسول﴾ أي من عندي، ثم وصفه بما يعلم أنه من عنده فقال: ﴿مصدق لما معكم﴾ أي من ذلك الكتاب والحكمة ﴿لتؤمنن به﴾ أي أنتم وأممكم ﴿ولتنصرنه﴾ أي على من يخالفه، فكأنه قيل: إن هذا الميثاق عظيم، فقيل: إنّ، زاد في تأكيده اهتماماً به فقال: ﴿قال ءأقررتم﴾ أي يا معشر النبيين ﴿وأخذتم على ذلكم﴾ أي العهد المعظم بالإشارة بأداة البعد وميم الجمع ﴿إصري﴾ أي عهدي، سمي بذلك لما فيه من الثقل، فإنه يشد في نفسه بالتوثيق والتوثق، ويشتد بعد كونه على النفوس لما لها من النزوع إلى الإطلاق عن