عهد التقيد بنوع من القيود، فكأنه قيل: ما قالوا؟ فقيل: ﴿قالوا أقررنا﴾ أي بذلك، فقيل: ما قال؟ فقيل ﴿قال فاشهدوا﴾ أي يا أنبياء! بعضكم على بعض، أو يا ملائكة! عليهم ﴿وأنا معكم من الشاهدين * فمن﴾ أي فتسبب عنه أنه من ﴿تولى﴾ أي منكم أو من أممكم الذي بلغهم ذلك عن نصرة نبي موصوف بما ذكر.
ولما كان المستحق لغاية الذم إنما هو من اتصل توليه بالموت لم يقرن الظرف بجار فقال: ﴿بعد ذلك﴾ أي الميثاق البعيد الرتبة بما فيه من الوثاقة ﴿فأولئك﴾ أي البعداء من خصال الخير ﴿هم الفاسقون *﴾ أي المختصون بالخروج العظيم عن دائرة الحق.
ولما كان المدرك لكل نبي إنما هم أمة النبي الذي قبله، وكانوا يكذبونه ويخالفونه قال - خاتماً لهذه القصص بعد الشهادة بنفسه المقدسة بما بدأها به في قوله ﴿شهد الله﴾ الآية إلى ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ على وجه الإنكار والتهديد عاطفاً على ما دل عليه السياق -: ﴿أفغير﴾ أي أتولوا ففسقوا، فتسبب عن ذلك أنهم غير دين الله، وأورد بأن تقديم «