من التوحيد، وكان السبب الأعظم في الاجتماع والتواصل عادةً الأرحام العاطفة التي مدارها النساء سميت «النساء» لذلك، ولأن بالاتقاء فيهم تتحقق العفة والعدل الذي لبابه التوحيد ﴿بسم الله﴾ الجامع لشتات الأمور بإحسان التزاوج في لطائف المقدور ﴿الرحمن﴾ الذي جعل الأرحام رحمة عامة ﴿الرحيم *﴾ الذي خص من أراد بالتواصل على ما دعا إليه دينه الذي جعله نعمة تامة.
لما تقرر أمر الكتاب الجامع الذي هو الطريق، وثبت الأساس الحامل الذي هو التوحيد احتيج إلى الاجتماع على ذلك، فجاءت هذه السورة داعية إلى الاجتماع والتواصل والتعاطف والتراحيم فابتدأت بالنداء العام لكل الناس، وذلك أنه لما كانت أمهات الفضائل - كما تبين في علم الأخلاق - أربعاً: العلم والشجاعة والعدل والعفة، كما يأتي شرح ذلك في سورة لقمان عليه السلام، وكانت آل عمران داعية مع ما ذكر من مقاصدها إلى اثنين منها، وهما العلم والشجاعة - كما أشير إلى ذلك في غير آية ﴿نزل عليك الكتاب بالحق﴾ [آل عمران: ٣]، ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾ [آل عمران: ٧]، ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم﴾ [آل عمران: ١٨] ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾ [آل عمران: ١٣٩] ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله﴾ [آل عمران: ١٤٦] ﴿فإذا عزمت فتوكل على الله﴾ [