﴿لبئس ما قدمت﴾ أي تقديم النزل للضيف ﴿لهم أنفسهم﴾ أي التي من شأنها الميل مع الهوى ثم بين المخصوص بالذم - وهو ما قدمتُ - بقوله: ﴿إن سخط الله﴾ أي وقع سخطه بجميع ما له من العظمة ﴿عليهم﴾ ولما كان من وقع السخط عليه يمكن أن يزول عنه، قال مبيناً أن مجرد وقوعه جدير بكل هلاك: ﴿وفي العذاب﴾ أي الكامل من الأدنى في الدنيا والأكبر في الآخرة ﴿هم خالدون *﴾.
ولما كان هذا دليلاً على كفرهم، دل عليه بقوله: ﴿ولو﴾ أي فعلوا ذلك مع دعواهم الإيمان والحال أنهم لو ﴿كانوا﴾ أي كلهم ﴿يؤمنون﴾ أي يوجد منهم إيمان ﴿بالله﴾ أي الملك الأعلى الذي له الإحاطة بكل شيء ﴿والنبي﴾ أي الذي له الوصلة التامة بالله، ولذا أتبعه قوله: ﴿وما أنزل إليه﴾ أي من عند الله أعم من القرآن وغيره إيماناً خالصاً من غير نفاق ﴿ما اتخذوهم﴾ أي المشركين مجتهدين في ذلك ﴿أولياء﴾ لأن مخالفة الاعتقاد تمنع الوداد، فمن كان منهم باقياً على يهوديته ظاهراً وباطناً، فالألف في «النبي» لكشف سريرته للعهد، أي النبي الذي ينتظرونه ويقولون: إنه غير محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو للحقيقة أي لو كانوا يؤمنون بهذه الحقيقة - أي حقيقة النبوة - ما والوهم، فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله «الأنبياء أولاد علات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد»


الصفحة التالية
Icon