طويل، عطف عليه قوله: ﴿وقال﴾ اي في وسوسته أيضاً، أي زين لهما ما حدث بسببه في خواطرهما هذا القول: ﴿ما نهاكما﴾ وذكرهما بوصف الإحسان تذكيراً بإكرامه لهما تجزئة لهما على ما يريد منهما فقال: ﴿ربكما﴾ أي المحسن إليكما بما تعرفانه من أنواع إحسانه ﴿عن﴾ أي ما جعل نهايتكما في الإباحة للجنة متجاوزة عن ﴿هذه الشجرة﴾ جمع بين الإشارة والاسم زيادة في الاعتناء بالتنصيص ﴿إلا أن﴾ أي كراهية أن ﴿تكونا ملكين﴾ أي في عدم الشهوة وفي القدرة على الطيران والتشكل وغير ذلك من خواصهم ﴿أو تكونا﴾ أي بما يصير لكما من الجبلة ﴿من الخالدين*﴾ أي الذين لا يموتون ولا يخرجون من الجنة أصلاً.
ولما أوصل إليهما هذا المعنى، أخبر أنه أكده تأكيداً عظيماً كما يؤكد الحالف ما يحلف عليه فقال: ﴿وقاسمهما﴾ أي أقسم لهما، لكن ذكر المفاعلة ليدل على أنه حصلت بينهما في ذلك مراوغات ومحاولات بذل فيها الجهد، وأكد لمعرفته أنهما طبعا على النفرة من المعصية - ما أقسم عليه أنواعاً من التأكيد في قوله: ﴿إني لكما﴾ فأفاد تقديم الجار المفهم للاختصاص أنه يقول: إني خصصتكما بجميع نصيحتي ﴿لمن الناصحين*﴾ وفيه تنبيه على الاحتراز من الحالف، وأن الأغلب أن كل حلاف كذاب، فإنه لا يحلف إلا عند ظنه أن سامعه لا يصدقه، ولا يظن ذلك إلا هو معتاد للكذب.