ولما أخبر ببعض وسوسته لهما، سبب عنها ترجمتها بأنها إهباط من أوج شرف إلى حضيض أذى وسرف فقال: ﴿فدلاَّهما﴾ أي أنزلهما عما كانا فيه من علو الطاعة مثل ما فعل بنفسه بالمعصية التي أوجبت له الهبوط من دار الكرامة ﴿بغرور﴾ أي بخداع وحيلة حتى نسى آدم عهد ربه، وقوله ﴿فلما ذاقا﴾ مشير إلى الإسراع في الجزاء بالفاء والذوق الذي هو مبدأ الأكل ﴿الشجرة﴾ أي وجدا طعمها ﴿بدت﴾ أي ظهرت ﴿لهما سوءاتهما﴾ أي عوراتهما اللاتي يسوءهما ظهورها، وتهافت عنهما لباسهما فأبصر كل واحد ما كان مستوراً عنه من عورة آلاخر، وذلك قصد الحسود فاستحييا عند ذلك ﴿وطفقا﴾ أي شرعا وأقبلا ﴿يخصفان عليهما﴾ أي يصلان بالخياطة ﴿من ورق الجنة﴾ ورقة الى أخرى ﴿وناداهما ربهما﴾ أي المحسن إليهما بأمرهما ونهيهما، ولم يفعلا شيئاً من ذلك إلا بمرأى منه، فقال منكراً عليهما ما فعلا ومعاتباً: يا عبديَّ ﴿ألم أنهكما﴾ أي أجعل لكما نهاية فيما أذن لكما فيه متجاوزة ﴿عن تلكما الشجرة﴾ أي التي كان حقها البعد منها، الموجبة للقربة من هذا الموضع الشريف إحساناً إليكما ﴿وأقل لكما إن الشيطان﴾ أي الذي تكبر عن السجود حسداً لك يا آدم ونفاسه عليك، فاحترق