كله حقاً؛ قال سيبويه: نعم عِدَة، أي في جواب: أتعطيني كذا، وتصديق في مثل قد كان كذا، والآية من الاحتباك: أثبت المفعول الثاني أولاً دليلاً على حذف مثله ثانياً، وحذفه ثانياً دليلاً على إثبات مثله أولاً - والله أعلم.
ولما حبوا من النعم بما تقدم، وكان منه الجار الحسن، وكان العيش مع ذلك لا يهنأ إلا بإبعاد جار السوء، أخبروا ببعده وزيدوا سروراً بإهانته في قوله: ﴿فأذن﴾ أي بسبب ما أقر به أهل النار على انفسهم ﴿مؤذن بينهم﴾ أي بين الفريقين ﴿أن﴾ مخففه أو مفسرة في قراءة نافع وأبي عمرو وعاصم، وشددها الباقون ونصبوا ﴿لعنة الله﴾ أي طرد الملك الأعظم وإبعاده على وجه الغضب ﴿على الظالمين*﴾ أي الذين كانوا مع البيان الواضح يضعون الأشياء في غير مواضعها كحال من لم ير نوراً أصلاً ﴿الذين يصدون﴾ أي لهم فعل الصد لمن أراد الإيمان ولمن آمن ولغيرهما بالإضلال بالإرغاب والإرهاب والمكر والخداع ﴿عن سبيل الله﴾ أي طريق دين الملك الذي لا كفوء له الواضح الواسع ﴿ويبغونها﴾ أي يطلبون لها ﴿عوجاً﴾ بإلقاء الشكوك والشيهات، وقد تقدم ما فيه في آل عمران ﴿وهم بالآخرة كافرون*﴾ أي ساترون ما ظهر لعقولهم من دلائلها؛ فمتى وجدت هذه الصفات الأربع حقت اللعنة ﴿وبينهما﴾ أي وحال الفريقين عند هذه المناداة أنه بينهما أو بين الدارين ﴿حجاب﴾ أي سور لئلا يجد أهل


الصفحة التالية
Icon