حكاية لحالهم في ذاك الوقت ﴿ولو﴾ أي يقولون ذلك والحال أنك ﴿لو ترى﴾ يا أعلى الخلق ﴿إذ يتوفى﴾ أي يستوفي إخراج نفوس ﴿الذين كفروا﴾ أي من هؤلاء القائلين ومن غيرهم ممن قتلتموهم ببدر ومن غيرهم بعد ذلك وقبله ﴿الملائكة﴾ أي جنودها الذي وكلناهم بهم حال كونهم ﴿يضربون﴾.
ولما كان ضرب الوجه والدبر أدل ما يكون على الذل والخزي، قال: ﴿وجوههم وأدبارهم﴾ أي أعلى أجسامهم وأدناها فغيره أولى ﴿و﴾ حال كونهم يقولون لهم: ذوقوا ما كنتم به تكذبون ﴿ذوقوا عذاب الحريق*﴾ أي لرأيتم منظراً هائلاً وأمراً فظيعاً. فسركم ذلك غاية السرور، وما أثر كلامهم في غيظهم، فإنهم يعلمون حينئذ من الذي غره دينه و «لو» وإن كانت تقلب المضارع ماضياً فلا يخلو التعبير بالمضارع في حيزها من فائدة، وهي ما ذكر من الإشارة إلى أن هذا لا يخص ميتاً منهم دون ميت، بل لا فرق بين متقدمهم ومتأخرهم، من مات ببدر أو غيرها وليس في الكلام ما يقتضي أن يكون القائلون ﴿غر هؤلاء دينهم﴾ حضروا بدراً، بل الظاهر أن قائليه كانوا بالمدينة وتعبيرهم ب ﴿هؤلاء﴾ التي هي أداة القرب للتحقير واستسهال أخذهم كما أن أداة البعد تستعمل للتعظيم ببعد الرتبة، وعلى مثل هذا يتنزل قول فرعون بعد أن سار


الصفحة التالية
Icon