وهم مهاجرون حيث كانوا» وكتب العلاء بن الحضرمي فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله! نعم الرجل بريدة بن الحصيب لقومه عظيم البركة عليهم، مررنا به ليلة مررنا ونحن مهاجرون إلى المدينة، فأسلم وأسلم معه من قومه من أسلم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم الرجل بريدة لقومه وغير قومه يا أبا بكر إن خير القوم من كان مدافعاً عن قومه ما لم يأثم، فإنة الإثم لا خير فيه «انتهى. وأسلم شعب من أربعة شعوب من خزاعة. ولما فتحت مكة، انقطعت الهجرة لظهور الدين وضعف المشركين، وقام مقام الهجرة النية الخالصة المدلول عليها بالجهاد كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية «وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«المهاجر من هجر ما نهى الله عنه»
فإن كان المؤمن لا يتمكن من إظهار دينه وجبت عليه النقلة.
ولما بين سبحانه تعالى أمر من جمع الشروط، شرع يبين حكم من قعد عن بعضها وهو القسم الثالث فقال؛ ﴿والذين آمنوا﴾ أي اشتهر إيمانهم ﴿ولم يهاجروا﴾ أي قبل الفتح بل استمروا في بلادهم ﴿ما لكم من ولايتهم﴾ وأغرق في النفي فقال: ﴿من شيء﴾ أي في التوارث ولا في غيره؛ ورغبهم في الهجرة بقوله: ﴿حتى يهاجروا﴾ أي يواقعوا الهجرة لدار الشرك ومن فيها ﴿وإن استنصروكم﴾ أي طلبوا نصركم ﴿في الدين﴾ أي


الصفحة التالية
Icon