من خيار المسلمين، فما نزلوا بئر معونه بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عامر بن الطفيل فلم ينظر في كتابه وعدا عليه فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا وقالوا: لن نخفر أبا براء، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم: عصية ورعلاً وذكوان فقتلوهم فلم يفلت منهم إلا ثلاثة نفر عمرو بن أمية الضمري أحدهم، فعظم ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا على قتلتهم شهراً؛ قال البغوي: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن أهل الطائف أمدوهم - يعني قريشاً - بالأموال ليقووهم على حرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهذا الذي أحكمه تعالى من نبذ العهد نظر للدين، لأنه نظر لجميع أهله الذين لا يوجد إلا بهم.
ولما بين ما أوجب بعدهم منهم ومعاداتهم لهم، بين ما يصيرون به أهلاً فقال ﴿فإن تابوا﴾ أي بالإيمان بسبب ما أبديتم لهم من الغلظة ﴿وأقاموا﴾ أي أيدوا ذلك بأن أقاموا ﴿الصلاة﴾ أي بجميع حدودها ﴿وآتوا الزكاة﴾ أي كما حده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿فإخوانكم﴾ أي هم، وبين أنها ليست أخوة النسب فقال: ﴿في الدين﴾ لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، فلا تعرضوا لهم بما يكرهونه.
ولما كان كأنه قيل بعثاً وتحريضاً على تأمل ما فصل: قد فصلنا لكم