ببعض الآفات كما يوجد في بعض السنين، فيقفرون منه ويفتقرون إليه، وفي ذلك تحذيرعظيم ﴿فاختلط﴾ أي بسبب إنزالنا له ﴿به﴾ أي بسبب تليينه ولطافته ﴿نبات الأرض﴾ عموماً في بطنها ﴿مما يأكل الناس﴾ أي كافة ﴿والأنعام﴾ من الحبوب والثمار والبقول فظهر على وجهها ﴿حتى﴾ ولم يزل كذلك ينمو ويزيد في الحسن والجرم؛ ولما كان الخصب هو الأصل، عبر عنه بأداة التحقيق فقال: ﴿إذا﴾ ولما كانت بهجة النبات تابعة للخصب، فكان الماء كأنه يعطيها إياها فتأخذه، قال: ﴿أخذت الأرض﴾ أي التي لها أهلية النبات ﴿زخرفها وازينت﴾ بأنواع ذلك النبات زينة منها الجلي ومنها الخفي - بما يفهمه الإدغام ﴿وظن أهلها﴾ أي ظناً مؤكداً جداً بما أفاده العدول عن «قدرتهم» إلى ﴿أنهم قادرون﴾ أي ثابته قدرتهم ﴿عليها﴾ باجتناء الثمرة من ذلك النبات وغاب عنهم لجهلهم علم العاقبة، فلما كان ذلك ﴿أتاها أمرنا﴾ أي الذي لا يرد من البرد أو الحر المفرطين ﴿ليلاً أو نهاراً فجعلناها﴾ أي زرعها وزينتها بعظمتها بسبب ذلك الأمر وتعقيبه بالإهلاك ﴿حصيداً﴾ وعبر بما فهمه فعيل من المبالغة والثبات بقوله: ﴿كأن﴾ أي كأنها ﴿لم تغن﴾ أي لم تكن غانية أي ساكنة حسنة غنية ذات وفر مطلوبة مرغوباً فيها أي زرعها وزينتها ﴿بالأمس﴾ فكان


الصفحة التالية
Icon