علمه بين إسرار وإعلان، فلا وجه لاستخفائهم نفاقاً، فإن سوق نفاقهم غير نافق عنده سبحانه. ثم علله بما هو أدق من ذلك كله مع شموله للنوعين فقال: ﴿إنه عليم﴾ أي بالغ العلم جداً ﴿بذات الصدور*﴾ أي بضمائر قلوبهم التي في دواخل صدورهم التي يثنونها من قبل أن يقع لهم إضمارها، بل من قبل أن يخلقهم؛ وأصل الثني العطف، ومنه الاثنان - لعطف أحدهما على الآخر، والثناء - لعطف المناقب في المدح.
ولهذا لما قال العبد في الفاتحة ﴿الرحمن الرحيم﴾ بعد الحمد قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي - كما في حديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» والاستثناء - لعطف الثاني على الأول بالاستخراج منه؛ والاستخفاء: طلب خفاء الشيء: ثم أتبع ذلك بما يدل على شمول العلم والقدرة معاً فقال: