معبراً بالاسم الأعظم تنبيهاً على أنه لا يسع الإنسان إلا العفو وإن أعظم الاجتهاد: ﴿إن الله﴾ أي الذي الذي لا يقدر أحد على أن يقدره حق قدره ﴿غفور﴾ أي بليغ الستر لقبائح من تاب ﴿رحيم*﴾ أي بليغ الإكرام، ذلك وصف له ثابت، يجلله كل من يستأهله.
ولما ذكر القسم الصالح منهم وكانوا متفاوتين فمنهم السابق وأكثرهم التابع اللاحق، أتبعه السابقين على وجه شامل حاصر لصنفي البادي والحاضر إشارة إلى أنه - وإن أجره - أصله فقد قدمه وصفه بحيث ساوى أهل الكمال في مطلق الانخراط في ملكهم والفوز بدرجتهم لإحسانه في اتباعهم ترغيباً لأهل القدرة والرحمة في اتباع أهل الرضوان والنعمة فقال: ﴿والسابقون﴾ ولما دل على سبقهم بالعلو في مراتبه دل على قديم دخولهم فيه فقال: ﴿الأولون﴾ أي إلى هذا الدين القيم ﴿من المهاجرين﴾ أي لدار الكفر فضلاً عن أهلها ﴿والأنصار﴾ أي الذين آووا ونصروا ﴿والذين اتبعوهم﴾ أي الفريقين ﴿بإحسان﴾ أي في اتباعهم فلم يحولوا عن شيء من طريقهم ﴿رضي الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿عنهم﴾ أي بأفعالهم هذه التي هي وفق ما أمر به ﴿ورضوا عنه﴾ أي بما أتاهم عنه من البشرى وقذف في قلوبهم من النور بلطيف الوعظ والذكرى ﴿وأعد لهم﴾ أي جزاء على فعلهم ﴿جنات تجري﴾ ونبه على عموم ريّها وكثرة مائها بنزع الجار على قراءة


الصفحة التالية
Icon