أمَّا طريقته؛ فتتجلّى في أنَّه إذا أراد أنْ يفسِّر آية من القرآن يقول: القول في تأويل قوله كذا وكذا، ثم يفسِّر آية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التَّفسير المأثور عنهم في هذه الآية، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر فإنَّه يعرض لكل ما قيل فيها ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصحابة أو التابعين، ثم هو لا يقتصر على مجرد الرّواية؛ بل يتعرَّض لتوجيه الأقوال ويرجّح بعضها على بعض، ويتعرَّض لناحية الإعراب إذا دعت الحال إلى ذلك، ويستنبط الأحكام التي يمكن أنْ تؤخذ من الآية، مع توجيه الأدلة وترجيح ما يختار، ويعني بالقراءات، ويرجّح بعضها على بعض، وذلك لمعرفته بجميع القراءات، ثم هو يخاصم بقوة أصحاب التَّفسير بالرَّأْي، ويدعو إلى العلم الراجع إلى الصَّحابة والتَّابعين.
[٢] السمرقنديّ:
هو أبو الغيث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقنديّ الفقيه الحنفي، المعروف بإمام الهدى، المتوفى سنة ٣٧٥هـ.
يقع تفسيره المُسمَّى بـ (بحر العلوم) في ثلاثة مجلدات، وهو موجود بدار الكتب المصريّة.
أمَّا طريقته؛ فإنَّه يفسِّر القرآن بالمأثور عن السلف، فيسوق الرّوايات عن الصحابة والتابعين، ولكنه لا يذكر إسناده إلى مَنْ يروي عنهم، وإذا ذكر الأقوال والروايات المختلفة لا يعقّب عليها ولا يرجِّح ـ كما يفعل ابن جرير الطّبريّ ـ.
وبالجملة فالكتاب قيّم، جمع فيه صاحبه بين التَّفسير بالرّواية والتَّفسير بالدّراية، وغلب الجانب النقليّ فيه على الجانب العقليّ، ومن هنا عُدّ من كتب التَّفسير بالمأثور.
[٣] الثعلبيّ:
هو أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبيّ النيسابوريّ، المقرئ المفسِّر، كان حافظاً واعظاً، رأساً في التَّفسير والعربيّة، متين الدّيانة، توفى ـ رحمه الله تعالى ـ سنة ٤٢٧هـ.
وقد سمَّى تفسيره (الكشف والبيان عن تفسير القرآن) (١).