يُعَدُّ تفسير ابن كثير المُسمَّى بـ (تفسير القرآن العظيم) من أشهر ما دُوِّنَ في التَّفسير المأثور، ويأتي في المرتبة الثانية بعد تفسير ابن جرير.
يمتاز ابن كثير في طريقته بأنَّه يذكر الآية ثم يفسّرها بعبارة سهلة موجزة، وإنْ أمكن توضيح الآية بآية أخرى ذكرها وقارن بين الآيتين حتى ينتهي المعنى ويظهر المراد، وهو شديد العناية بهذا النوع من التَّفسير الذي يُسمونه (تفسير القرآن بالقرآن)، ثم بعد أنْ يفرغ من هذا كلّه يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلّق بالآية، ويبيِّن ما يُحتج به وما لا يُحتج به منها، ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين ومَنْ يليهم من علماء السلف.
[٧] الثعالبيّ:
هو أبو يزيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبيّ الجزائريّ المغربيّ المالكيّ، الإمام الحُجَّة العامل، توفى سنة ٨٧٦هـ (١).
يقول الثعالبيّ رحمه الله متحدّثاً عن تفسيره المُسمَّى (الجواهر الحسان في تفسير القرآن): "فإني قد جمعت لنفسي ولك في هذا المختصر ما أرجو أنْ يُقِرّ به عيني وعينك في الدارين، فقد ضمّنته بحمد الله المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية، وزدته فوائد جمة من غيره من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأُمَّة".
وجملة القول فإنَّ تفسير الثعالبيّ جامع لخلاصات كتب مفيدة، وليس فيه ما في غيره من الحشو المخلّ، والاستطراد المملّ، وهو عبارة عن مختصر لتفسير ابن عطية مع زيادة نقول من السابقين من المفسِّرين، وهو مطبوع في الجزائر في أربعة أجزاء.
[٨] السيوطيّ:
هو الحافظ جلال الدّين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطيّ الشافعيّ، صاحب المؤلَّفات النافعة، وُلِدَ في رجب سنة ٨٤٩ هـ، وتوفي في سحر ليلة الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى ٩١١هـ (٢).
(٢) شذرات الذهب، ٨/٥١-٥٥.