لأبي عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التميميّ البكريّ الطبرستانيّ الرازيّ، الملّقب بفخر الدِّين، والمعروف بابن الخطيب، الشافعيّ، المولود سنة ٥٤٤هـ، كان إماماً في التَّفسير، والكلام، والعلوم العقليّة، وعلوم اللُّغة، ولقد أكسبه نبوغه العلميّ شهرة عظيمة، الأمر الذي جعل العلماء يشدون إليه الرحال من مختلف الأقطار.
يقع تفسير الإمام الرازيّ في واحد وثلاثين جزءً، وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم، ويمتاز عن غيره من كتب التَّفسير بالأبحاث الفياضة الواسعة في نواح شتى من العلوم.
قال عنه ابن خلكان في "وفيات الأعيان": " إنه ـ يعني الفخر الرازيّ ـ جمع فيه كل غريب وغريبة" (١).
والحقّ أنَّ الذي يقرأ تفسير الإمام الرازيّ يجده يمتاز بذكر المناسبات بين الآيات بعضها مع بعض، وبين السور بعضها مع بعض، كما أنَّه يكثر من الاستطراد إلى العلوم الرياضيّة الطبيعيّة، ولا يكاد يمرّ بآية من آيات الأحكام إلاَّ ويذكر مذاهب الفقهاء فيها، مع ترويجه لمذهب الإمام الشافعيّ الذي يقلّده بالأدلة والبراهين، توفى ـ رحمه الله تعالى ـ سنة٦٠٦هـ.
[٢] أنوار التَّنزيل وأسرار التَّأويل:
لناصر الدين أبي الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاويّ الشافعيّ، وهو من بلاد فارس، توفى بمدينة تبريز سنة ٦٩١هـ.
تفسير البيضاويّ تفسير متوسط الحجم، جمع فيه بين التَّفسير والتَّأويل على مقتضى قواعد اللُّغة العربيّة، وقرّر فيه الأدلة على أصول أهل السُّنَّة، وقد اقتصره من تفسير (الكشّاف) للزمخشريّ، ولم يقع فيما وقع فيه الزمخشريّ من الاعتزالات، وهو مقلّ من ذكر الروايات الإسرائيلية (٢).

(١) وفيات الأعيان، ٢/٢٦٧.
(٢) شذرات الذهب، ٥/٣٩٣، وطبقات المفسرين للداودي، ص ١٠٢-١٠٣.


الصفحة التالية
Icon