[١٠] تقديم مَنْ هو أوْلَى منه:
فلا يتصدّى للتّفسير بحضرة مَنْ هو أوْلَى منه.
[١١] حسن الإعداد وطريقة ألأداء:
كأنْ يبدأ بذكر سبب النّزول، ثم معاني المفردات، وشرح التراكيب، وبيان وجوه البلاغة والإعراب.
تدوين التَّفسير:
بدأ التّدوين في أواخر عهد بني أمية وأوائل عهد العباسيين، وحَظِيَ الحديث بالنصيب الأوفى، وشمل تدوين الحديث أبواباً متنوعة، وكان التَّفسير باباً من هذا الأبواب، فلم يفرد له تأليف خاص يفسّر القرآن سورة سورة، وآية آية. وقد اشتدت عناية جماعة من المفسِّرين بالتَّفسير المنسوب إلى النبي - ﷺ - وأصحابه والتابعين، وفي مقدمة هؤلاء يزيد بن هارون السلميّ ١١٧هـ، وشعبة بن الحجاج ١٦٠هـ، ووكيع بن الجراح ١٩٧هـ، وسفيان بن عيينة، ولم يصل إلينا من تفاسيرهم شيء منظّم إلاَّ ما نُقِلَ هنا وهناك.
ثم جاء من بعد هؤلاء من أفرد التَّفسير بالتأليف، وجعله علماً قائماً بنفسه، ففسّر القرآن حسب ترتيب المصحف، وذلك كابن ماجة ٢٧٣هـ، وابن جرير الطّبريّ ٣١٠هـ، وأبي بكر بن المنذر النيسابوريّ ٣١٨هـ، وابن أبي حاتم ٣٢٧هـ.
ثم جاء على إثر هؤلاء مَنْ تجاوز التَّفسير بالمأثور، ومن ثم اتسعت العلوم، وتم تدوينها، وظهر التعصُّب المذهبيّ، حيث أصبح المفسِّرون يعتمدون في تفسيرهم على الفهم الشَّخصيّ، واهتم كلّ واحد من المفسِّرين بحشو التَّفسير بما برز فيه من العلوم، فصاحب العلوم العقليّة كالرازي يعنى بأقوال الحكماء والفلاسفة، وصاحب الفقه كالجصاص يعنى بالفروع الفقهيّة، وصاحب التاريخ كالثعلبيّ يعنى بالقصص والأخبار، وصاحب البدعة كالجبائيّ يؤول كلام الله على مذهبه الفاسد، وصاحب التصوُّف كابن العربيّ يستخرج المعاني الإشارية، وبذلك طغى التَّفسير بالرَّأْي على التَّفسير بالمأثور.
طبقات المفسِّرين:
الطبقة الأولى:


الصفحة التالية
Icon