تقدّم أنَّ الذين اشتهروا بالتَّفسير في عهد الصحابة هم الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعريّ، وعبد الله بن الزّبير، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وجابر، وغيرهم. وهذه هي الطبقة الأولى.
الطبقة الثانية:
المفسِّرون من التابعين، هم أصحاب ابن عباس كمجاهد، وعطاء، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن البصريّ، والضحّاك، وأبو العالية، وغيرهم.
الطبقة الثالثة:
ثم ظهرت طبقة صنّفت التَّفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وغيرهما.
الطبقة الرابعة:
ثم جاءت بعد هؤلاء طبقات أخرى، منها ابن جرير الطّبريّ، وابن أبي حاتم، وابن ماجة، والحاكم، وغيرهم.
الطبقة الخامسة:
ثم جاءت طبقة بعدهم، فصنَّفت التَّفاسير المشحونة بالفوائد المنقولة عن المتقدمين.
وقد ألَّف في التَّفسير طائفة من المتأخرين، اقتصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هذا الدَّخيل، والتبس الصحيح بالعليل، وصار كلّ من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده.
ثم جاء عصر النهضة، فكان الاهتمام بالنّواحي الاجتماعيّة، والأفكار المعاصرة، والمذاهب الحديثة، ومن هؤلاء: الشيخ/ محمد عبده، والسيد/ محمد رشيد رضا، والشيخ/ مصطفى المراغي، وسيّد قطب.
التَّفسير بالمأثور وحكمه:
التَّفسير بالمأثور: هو الذي يعتمد على صحيح المنقول بالمراتب التي ذكرت في شروط المفسِّر، من تفسير القرآن بالقرآن أو بالسُّنَّة؛ لأنَّها جاءت مبيّنة لكتاب الله أو بما رُوِيَ عن الصحابة؛ لأنَّهم أعلم الناس بكتاب الله أو بما قاله كبار التابعين؛ لأنَّهم تلقوا ذلك غالباً عن الصحابة، وقد ورد أنَّ الذين كانوا يتعلّمون القرآن كعثمان بن عفان وغيره إذا تعلّموا عن النبي - ﷺ - عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم، ولذلك قالوا: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل، جميعاً.