وقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص، وإنما الفضل في كونها موجودة ثم قَمْعُها : إما بمجاهدة كعيسى، أو بكفاية من الله عز وجل كيحيى عليه السلام... والمقصود أن مدح يحيى بأنه حصور ليس أنه لا يأتي النساء، بل معناه كما قاله هو وغيره : إنه معصوم من الفواحش والقاذورات، ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن، بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا المتقدم حيث قال :¼ Jg‡W¤ pˆWه ّYض فYع ًذكSںPVض _àQWTTےQX¤R¢ [$àW‰TTQY~V؛ " [آل عمران: ٣٨]، كأنه قال : ولداً له ذرية ونسل وعقب، والله سبحانه وتعالى أعلم ) (١).
فالخلاصة : أن معنى الحصور الممتنع عن جماع النساء، وهذا لا نزاع فيه، إنما خلاف العلماء في السبب الذي منعه من جماع النساء، ولا يخفى أن دلالة السياق إرادة المدح، ولا يكون كذلك إلا إذا كان تركاً للشهوات مع قدرته عليها، ولذا قال أبو حيان بعد ذكر أقوال المفسرين :( والذي يقتضيه مقام يحيى عليه السلام، أنه كان يمنع نفسه من شهوات الدنيا، من النساء وغيرهن، ولعل ترك النساء زهادة فيهن كان شرعهم إذ ذاك ) (٢).
والله تعالى أعلم.
قال تعالى :¼ لِلَّهِ :†QWظVصWTت Jً¨WڑVK... uّW©~Yئ SطSن`قYع W£pTةRر<ض@... Wس†WTخ َفWع v÷Y¤†TfTTT±كVK... ّVضXM... $JًY/@... Wس†WTخ fûéQSےX¤... WéW™<ض@... Sف`™WTك S¤†fTT±كKV... JًY/@... †PVقWع... ƒٍ : مPVصض@†Yٹ `ںfTTTTTTنpT®@... Wè †TPVTكVK†Yٹ fûéSظYصَ©Sع (٥٢) " [آل عمران: ٥٢].
٢٠/٢- قال ابن عقيل :( ¼ َفWع v÷Y¤†TfTTT±كVK... ّVضXM... $JًY/@... " أي : مع الله اهـ ) (٣).
الدراسة :
__________
(١) الشفا ١/ ١١٦، وينظر : تفسير ابن كثير ٢/ ٧٠٥.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٢/ ٤٤٨.
(٣) ينظر : الواضح ١/ ١٢٠.