ـ ومن منهجه أنه يذكر كل قراءة في مكانها وهو الغالب، وقد يجمع مافي الكلمة من وجوه في الموضع الذي وردت فيه، والأمثلة في هذا كثيرة منها :" وقوله﴿وَلُؤْلُؤًا﴾ (١) قرأ أهل المدينة هذه والتي في الملائكة ﴿ وَلُؤْلُؤًا ﴾ بالألف، وقرأ الأعمش كلتيهما بالخفض، ورأيتها في مصاحف عبدالله والتي في الحد خاصة ﴿ وَلُؤْلُؤأ﴾ ولا تهجأه، وذلك أن مصاحفه قد أجرى الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسوراً أو مفتوحاً أو غير ذلك، والتي في الملائكة كتبت في مصاحفنا ﴿ولؤلؤ﴾ بغير ألف والتي في الحج ﴿ولؤلؤا﴾ بالألف فخفضهما ونصبهما جائز، ونصب التي في الحج أمكن ـ لمكان الألف ـ من التي في الملائكة" (٢).
ـ ولا عجب أن لا تجد ما هو دارج عند علماء القراءات من لفظ السبعة أو العشرة أو الأربعة عشر أو الأخوان، أو الشيخان، أو الابنان، وغير ذلك، لأنه أي : الفراء كان قبل أن تستقر هذه الألفاظ عند علماء القراءات.
ـ ثم إنه اتبع منهج في ذكره للأئمة الكرام الذين نقلوا لنا القراءات، فتارة يذكر اسم الشهرة، وهو كثير فيقول مثلاً قرأ الكسائي، وتارة يذكر اسم القارئ، ومن بعده في النسبة : قرأ يحيى بن وثاب، وقد يهمل، وهذا مخل، خاصة إذا شارك هذا العلم أكثر من شخص فلا يتبين حينئذ المراد، مثال ذلك قوله : وقرأ عبدالله، وأشد منه عندما يبهم من قرأ بالرواية مثل قوله : قرأ القراء، قرأ بعض المحدثين، قرأ المفسرون، قرأ الناس، قرأ العامة، وغيره.
(٢) معاني القرآن ( ٢/ ٢٢٠ ).