قلت : ولا يعجبني قوله : قرأت العوام، أو العامة (١)، أو الناس (٢)، فإنه قد يوقع الظن أنه لغة دون أن تكون رواية ؛ ومن هنا كان للطاعنين مدخل أمثال طه حسين، وجولد تسهير، وغيرهما ـ جازاهم الله بما يستحقون ـ.
ـ أنه يتوسع في شرح القراءة في أول موضع. فعندما تتكرر فإنه يذكر ما قيل فيها لغة أو تفسيراً على وجه الاختصار، ويشير إلى أن الكلام عليها تقدم، بيانه قوله :" وزعم الكسائي أنهم يؤثرون النصب إذا حالوا بين الفعل المضاف بصفة فيقولون : هو ضارب في غير شيء أ خاه، يتوهمون إذا حالوا بينهما أنهم نوَّنوا وليس قول من قال ﴿مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَه ﴾ (٣) ولا ﴿ زُيِّنَ لكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلاَدِهِم شُرَكَاؤُهُم ﴾ (٤) بشيء، وقد فُسّر ذلك، ونحويّو أهل المدينة ينشدون قوله :
فَزَجَجْتُهَا مُتمكّنًا زَجَّ القَلوصَ أبي مَزَادَهْ
قال الفراء باطل، والصواب :
زَجَّ القَلوصِ أبُو مَزَادَهْ (٥)

(١) وإن كان مصطلح "العامة " عرف في ذلك الزمان، أنه ما اتفق عليه أهل المدينة، وأهل الكوفة، أو أهل الحرمين، ينظر : الإبانة، (ص ١٠٠ ـ ١٠١).
(٢) ينظر : معاني القرآن ( ج١/ ٤٠ )
(٣) سورة إبراهيم : أية رقم ٤٧.
(٤) سورة الأنعام : أية رقم ١٣٧.
(٥) معاني القرآن، ( ج٢/ ٨١ ـ ٨٢ ) وينظر قراءة ( زين ) ( ج١ / ٣٥٧)


الصفحة التالية
Icon