(ب)-قوله ﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعُلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ﴾ (١) قال :" جزمها ابن عباس، وهي في قراءة أُبيّ، وعبدالله جميعاً ﴿ قيل له اعْلَمْ ﴾ واحتج ابن عباس فقال : أهو خير من إبراهيم وأفقه ؟ فقد قيل له :﴿ واعْلَمْ أَنِّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٢)، والعامة تقرأ ﴿ أعلم أن الله ﴾ وهو وجه حسن، لأن المعنى كقول الرجل عند القدرة تتبين أن له من أمر الله :(أشهد أن لا إله إلا الله) والوجه الآخر أيضاً بين " (٣).
(جـ) - قوله تعالى :﴿ شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ ﴾ (٤) :" قد فتحت القُراء الألف من (أنه) ومن قوله ﴿أنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ (٥) جعلت (أنه) على الشرط، وجعلت الشهادة واقعة على قوله ﴿ إِنَّ الدَّينَ عِندَ اللهِ الإِسلامُ ﴾، وتكون ﴿أنّ﴾ الأولى يصلح فيها الخفض كقولك : شهد الله بتوحيده أن الدين عنده الإسلام، وإن شئت استأنفت (إن الدين) بكسرتها، وأوقعت الشهادة على ﴿ أنه لا إله إلا هو ﴾، وكذلك قرأها حمزة، وهو أحب الوجهين إليّ " (٦).
٧ـ يفاضل بين القراءتين باعتبار أن إحداهما تفيد معنى زائدا.
(أ)- قوله تعالى :﴿ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ (٧)، قال :" بالياء، وهي في قراءة عبدالله إن شاء الله ﴿ يتطهرن ﴾ بالتاء والقراء بعد يقرءون ﴿ حتى يَطْهُرن ﴾ و﴿ ويَطَّهَّرن ﴾ (يَطْهُرن) : ينقطع عنهن الدم، ويتطهرن : يغتسلن بالماء وهو أحبُّ الوجهين إلينا : يطَّهَّرن " (٨).
٨ـ أنه يختار قراءةً بناءً قاعدة الترسل، والترتيل، وإشباع الكلام بيان ذلك
(٢) سورة البقرة : آية رقم ٢٦٠
(٣) معاني القرآن، ( ج١ / ١٧٣ـ ١٧٤ )
(٤) سورة آل عمران : أية رقم ١٨
(٥) سورة آل عمران : أية رقم ١٩.
(٦) معاني القرآن (١/ ١٩٩ـ ٢٠٠ ).
(٧) سورة البقرة : أية رقم ٢٢٢.
(٨) معاني القرآن (١/ ١٤٢ )