ضمير عليهم راجع إلى كل المقدر في قوله على قارئه وتبعه خالد ولا يحتاج إلى ذلك فإن المراد به جنس قارئ القرآن وأغرب شارح في قوله الضمير إلى القارئ لأن لأمه التي للاستغراق في معنى كل قارئ ونبه على أنه كذا في بعض النسخ اهـ ولا يستقيم له ذلك لعدم إتزان البيت به كما لا يخفى وقوله محتم تأكيد لقوله واجب إذ قد لا يكون الواجب فرضاً لازماً وقوله قبل الشروع ظرف لواجب وأكد بقوله أولاً أي يجب عليهم قبل الشروع في قراءة القرآن وفي ابتداء قصدهم تعلم القرآن أن يعلموا ( مخارج الحروف والصفات ) لا قبل أن يشرع في أدائه على المشايخ كما قال بحرق فإنه حينئذ يأخذ العلم والعمل بالأداء عن أفواههم وأسماعهم ( ليلفظوا بأفصح اللغات ) وفي نسخة صحيحة لنطقوا قيل وهذه النسخة التي ضبطت على لفظ الناظم آخراً والمؤدي منهما واحد إلا أن النطق يشمل الحروف الهجائية بخلاف اللفظ فإنه موضوع للمركب ولو على سبيل الغالبية كما يشير إليه قوله تعالى ما يلفظ من قول والمراد أفصح اللغات مطلقاً أو أفصح من لغات سائر العرب الغرباء فإن المراد به لغة قريش وهم قومه ﷺ لقوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ولقوله عليه السلام " أحب العرب لثلاث : لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة في الجنة عربي " والحديث أخرجه الطبراني والحاكم والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما وسيأتي تحقيق معنى المخرج والحرف وصفته في محل المقصود به تفصيله فإن هذا مقام إجمال ما في هذه الرسالة بمنزلة فهرس الكتاب ولذا قال في هذا الباب :( محرري التجويد والمواقف وما الذي رسم في المصاحف ) بإشباع كسرة الفاء إلى جد الياء ورسم بتشديد السين المكسورة وفي نسخة بتخفيفه أي كتب والمعنى حال كون علماء المخارج والصفات طالبي تحرير تجويد القرآن وإتقانه من تحسينه وإمعانه ومر يدي معرفة المواقف والمبادئ من الكلمات القرآنية ومعرفة مرسوم المصاحف العثمانية لأنه أحد